وإثبات لأن ذلك حدث عن عمد لا عن خطا ، ثم أشار إلى سبب هذا الكفر والعدوان
الشنيع فقال :
(ذلِكَ بِما عَصَوْا
وَكانُوا يَعْتَدُونَ) أي إنه ما جرأهم على ذلك إلا سبق المعاصي ، واعتداؤهم
على حدود الله ، والاستمرار على الصغائر يفضى إلى الوقوع فى الكبائر.
فمن جعلها
ديدنا له واتخذها عادة وصل به ذلك إلى الكفر وقتل الأنبياء المرشدين وقتل الأنبياء
، وإن كان لم يصدر من اليهود الذين كانوا فى عصر التنزيل ، بل كان من أسلافهم ،
لكنهم لما كانوا راضين به مصوّبين له نسب إليهم ، إذ صار خلقا لهم يتوارثه الخلف
عن السلف ، والأبناء عن الآباء.
والأمم متكافلة
ينسب إلى مجموعها ما فشا فيها ، وإن ظهر بعض آثاره فى زمن دون آخر.
يقال فلان
وفلان سواء : أي متساويان ، ويستعمل للواحد والمثنى والجمع فيقال هما سواء ، وهم
سواء ، وقائمة : أي مستقيمة عادلة ، من قولك أقمت العود فقام : أي استقام ،
والتلاوة القراءة وأصلها الإتباع ، فكأنها إتباع اللفظ اللفظ ، وآيات الله : هى
القرآن والآناء : الساعات ، واحدها أنى كعصا أو أنى كظبى أو إنو كجرو ، ويسجدون :
أي يصلون ، والمسارعة فى الخير : فرط الرغبة فيه ، فلن يكفروه : أي يمنعوا ثوابه.